الأدوية الجلدية (أدوية الصداف)

توجيهات

يتصف الصداف بثخانة الجلد وتحرشفه، ويظهر بشكل عام على السطوح المنبسطة وعلى فروة الرأس.

تظهر أعراض الصدفية في بعض الأحيان نتيجة استخدام بعض الأدوية (مثل الليثيوم، الكلوروكين، الهيدروكسي كلوروكين، حاصرات المستقبلات بيتا، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين).

تعالج الحالات الخفيفة من الصداف عادةً باستخدام المطريات، أما الحالات المعقدة فتعالج باستخدام حمض الساليسيليك salicylic acid، قطران الفحم coal tar، أو الديثرانول dithranol.

يستخدم حمض الساليسيليك في جميع حالات فرط التقرن والحالات المتحرشفة لتسريع التخلص من التحرشفات السطحية. تبدأ المعالجة باستخدام المستحضرات ذات العيار 2 ويصار بعدها إلى زيادة العيار بصورة تدريجية ليصل إلى تركيز 3ـ6، وتعد الآثار الجانبية لهذه المستحضرات قليلة نسبياً وتتضمن حدوث تهيج جلدي، وقد يحدث تسمم بالساليسيلات إذا ما طبقت هذه المستحضرات على مناطق واسعة من الجسم.

يتميز قطران الفحم بفعالية أكبر من حمض الساليسيليك، وهو يملك خواص مضادة للالتهاب ومضادة للتحرشف ويستخدم في علاج داء الصداف وبعض حالات الإكزيمة الاستشرائية المزمنة. يعتمد اختيار مستحضر قطران الفحم وقوة تأثيره على تقبل المريض وشدة الحالة ومكان الإصابة، فكلما كانت رقعة الإصابة الصدفية أو الإكزيمية أكثر سماكة كلما كان التركيز المطلوب من قطران الفحم أكبر، وتكون معاجين قطران الفحم أو معاجين الزنك وقطران الفحم مناسبة بشكل عام لمعالجة أغلب الحالات غير أن رائحتها ومظهرها السيئين يحدان من استخدامها خاصة على الوجه، وتفيد غسولات الشعر في معالجة الصداف في فروة الرأس، بينما تفيد مغاطس القطران في الإصابات واسعة الانتشار.

يتمتع الديثرانول بفعالية ممتازة في علاج داء الصداف، وتتراوح التراكيز العلاجية لمستحضراته المستخدمة بين 0.1ـ3 وتتراوح مدة تطبيقها بين 30ـ60 دقيقة.

يجب استخدام الديثرانول بحذر بسبب قدرته على إحداث تهيج جلدي شديد خاصةً في المناطق حول الآفة، لذا يوصى بتطبيق الدواء على مكان الإصابة فقط والبدء باستخدامه بتراكيز صغيرة (0.1) وزيادتها بصورة تدريجية (كل 7 أيام) إلى التركيز الأعظمي الذي يحقق الفعالية العلاجية دون إحداث تهيج، وإجراء اختبار الحساسية الجلدية عند استخدام العيارات الأكبر من 0.1. قد يعاني بعض المرضى من عدم تحمل للديثرانول حتى عند استخدامه بتراكيز منخفضة، ويجب كشف ذلك في وقت مبكر من المعالجة لأن الاستمرار في استخدام الدواء قد يؤدي عندها إلى عدم استقرار حالة الصداف، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجلد الأبيض أكثر حساسية من الجلد الأسمر.

يوصى بعدم تطبيق الديثرانول على الثنايا لأن ذلك قد يولد شعوراً محرقاً.

يمكن اتباع طريقة إينغرام Ingram’s method في تطبيق الديثرانول، حيث يجرى للمريض حمام ساخن بمحلول القطران 1/800، وبعد التجفيف يعرض للأشعة فوق البنفسجية UVB لإنقاص فرصة حدوث الحمامى إلى حدها الأدنى، ثم يطبق معجون الديثرانول على مواضع الآفة بعد وقاية الجلد السليم بتطبيق التالك ووضع الضمادات القطنية، وتكرر هذه العملية بشكل يومي.

تعد المعالجة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية UVB بمفردها فعالة في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من داء الصداف اللويحي المزمن أو قطري الشكل.

تكون المعالجة الضوئية الكيميائية photochemotherapy التي يشارك فيها أحد مركبات السورالين psoralen مثل الميثوكسالين methoxsalen مع التعريض للأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة UVA فعالة لدى بعض مرضى الصداف، ويجب أن تنظم هذه المعالجة بشكل دقيق لتفادي المخاطر التي تظهر على المدى القريب مثل الحروق الشديدة، والمخاطر التي تظهر على المدى البعيد مثل شيخوخة الجلد المبكرة، وتطور سرطان الجلد، وتشكل الساد في حال عدم وجود وقاية.

يجب أن يتم استخدام الستيروئيدات القشرية الجهازية أو الموضعية القوية في علاج داء الصداف تحت إشراف الطبيب المختص، فهي على الرغم من قدرتها على تحقيق كبت سريع للمرض إلا أنه سرعان ما يحدث نكس شديد للإصابة بمجرد إيقافها، وقد تسرع هذه الأدوية حدوث صداف متبثّر. قد يؤدي الاستعمال الموضعي للستيروئيدات القشرية القوية في حالات الصداف المنتشر إلى ظهور آثار جانبية موضعية وجهازية، لذا يكون من المناسب استعمال الستيروئيدات القشرية الموضعية الضعيفة (مثل الهيدروكورتيزون) لفترة قصيرة تصل حتى 4 أسابيع في الإصابات الوجهية وإصابة الثنايا بالصداف (ولكن يجب عدم استعمال ستيروئيد قشري أقوى من الهيدوكورتيزون 1 في الإصابات الوجهية)، واستعمال الستيروئيدات القشرية الأقوى (مثل البيتاميتازون) في إصابة فروة الرأس بالصداف.