الأدوية الهضمية (أدوية عسر الهضم والقلس المعدي المريئي)

توجيهات

 

عسر الهضم dyspepsia:

يتظاهر عسر الهضم بألم وانزعاج شرسوفي، شعور بالامتلاء والشبع المبكر، تطبل البطن أو الغثيان، وهو يظهر كعرض لأمراض نوعية كالقرحة الهضمية، وداء القلس المعدي المريئي، والتهاب المعثكلة المزمن، ووجود الحصيات المرارية، أو نتيجة الإصابة بسرطان المعدة، لكنه لا يعود إلى سبب محدد في غالبية الحالات ويسمى عندها بعسر الهضم غير القرحي.

يتضمن التدبير البدئي لعسر الهضم تجنب التدخين وتناول الكحول والأطعمة التي تفاقم الحالة، وتناول وجبات صغيرة منتظمة، وتعد مضادات الحموضة وحاصرات المستقبلات H2 الهيستامينية الخيارات الأولى في المعالجة، ويمكن استخدام الأدوية المنبهة للحركية المعدية المعوية خاصةً عند الاشتباه بوجود اضطراب في التحرك المعوي.

يعاني بعض المرضى المصابين بعسر الهضم غير القرحي من إنتان بجراثيم الملويَّة البوابية Helicobacter pylori، ومع أن المعالجة الهادفة إلى استئصال هذه الجراثيم قد لا تفيد في تدبير عسر الهضم فإنه يجب أخذ مثل هذه المعالجة بالاعتبار في حالات عسر الهضم المشابهة للقرحة وغير المترافقة بعلامات خطورة مثل النزف وفقدان الوزن.

 

 

القلس المعدي المريئي gastro-oesophageal reflux disease:

يتميز داء القلس المعدي المريئي (سواءً كان أكّالاً أو غير أكّال) بمجموعة من الأعراض تتمثل بحرقة الفؤاد، تجشؤ حمضي، وفي بعض الأحيان عسر بلع، والتهاب مري، وقرحة، وقد تظهر بعض التضيقات وقد يرافق ذلك حالات ربويّة.

تتضمن معالجة القلس استخدام الأدوية وتغيير العادات الغذائية وأسلوب الحياة، ويمكن اللجوء إلى الجراحة في بعض الأحيان. يعتمد البدء بالمعالجة على مدى خطورة الأعراض، ويتم إكمال العلاج تبعاً لاستجابة الحالة، كما أن مدى شفاء الحالة يعتمد على شدة المرض والمعالجة المختارة ومدة هذه المعالجة.

يتضمن التدبير البدئي لحالات القلس المعدي المريئي ذات الأعراض الخفيفة استخدام مضادات الحموضة والألجينات (راجع قسم مضادات الحموضة)، حيث تشكل مضادات الحموضة الحاوية على الألجينات طبقة تطفو على سطح محتويات المعدة فتقلل من القلس المعدي وتحمي مخاطية المري من تأثير الحمض المرتد، وتقوم حاصرات المستقبلات H2 الهيستامينية بتقليل إفراز الحمض المعدي وتقلل بالتالي من ظهور الأعراض ويسمح استعمالها بخفض جرعة الأدوية الأخرى المضادة للحموضة، ويمكن تدبير الحالات المعندة باتباع دورة علاجية بأحد مثبطات مضخة البروتون.

أما الأعراض الشديدة للقلس المعدي المريئي أو الحالات ذات الإمراضية المثبتة أو الشديدة (حالات التهاب المري، قرحة المري، مري باريت) فيتضمن تدبيرها البدئي استخدام الأدوية المثبطة لمضخة البروتون، وفي حال استمرار الأعراض بعد 6-8 أسابيع من المعالجة بهذه الأدوية لا بدّ عندئذ من إعادة تقييم حالة المرضى، أما في حال اختفاء الأعراض فيجب ضبط المعالجة تدريجياً للوصول بها إلى درجة المحافظة على الشفاء (مثلاً عن طريق إنقاص الجرعة أو إعطاء الدواء بشكل متقطع أو الاستعاضة عنه بحاصرات مستقبلات الهيستامين H2)، أما في حال ظهور تآكل أو ثبت وجود مرض تقرحي أو تضيقي بالتنظير الداخلي فإن المعالجة بمثبطات مضخة البروتون يجب أن تستمر بالجرعة الفعالة الدنيا.

يمكن للأدوية المؤثرة في الحركية الهضمية مثل الميتوكلوبراميد metoclopramide والدومبيريدون domperidone أن تحسن عمل المصرة البوابية وتسرع الإفراغ المعدي والعبور في الأمعاء الدقيقة، ويزيدان من قوة تقلص المصرة المريئية، ويستخدمان لدى بعض المصابين بعسر الهضم غير القرحي. من جهة أخرى يسرِّع الميتوكلوبراميد عبور الباريوم خلال فحص الأمعاء ويستخدم كعلاج إضافي في داء القلس المعدي المريئي.

من الضرورة بمكان متابعة المرضى المصابين بالقلس وتعديل نمط حياتهم، وإرشادهم إلى ضرورة إنقاص استهلاك الأغذية الدهنية، وإنقاص الوزن، والإقلاع عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية، والنوم بوضعية يكون فيها مستوى الرأس أعلى من مستوى بقية الجسم.

 

 

القلس لدى الأطفال:

تكون هذه الحالة شائعة لدى الأطفال الرضع، إلا أن الأعراض تزول عند بلوغ الشهر الثاني عشر إلى الثامن عشر من العمر.

تعالج حالات القلس الخفيفة إلى المتوسطة غير المختلطة بتغيير وضعية الطفل ورفع قوام السوائل المقدمة له، ويُتبع ذلك عند الضرورة باستعمال المنتجات الحاوية على الألجينات (بمحتوى منخفض من الصوديوم والألمنيوم بالنسبة للرضع). أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً فيمكن اللجوء إلى تغيير نمط الحياة بطريقة مشابهة لتلك المتَّبعة لدى البالغين، ويُتبع ذلك باستعمال المنتجات الحاوية على الألجينات عند الضرورة.

في حال عدم الاستجابة للمعالجة بالطرق السابقة أو في حال إصابة الطفل بمشاكل تنفسية أو عند وجود احتمال للإصابة بالتهاب المري يُصار إلى تحويل الطفل إلى المشفى، وقد تستخدم حاصرات المستقبلات H2 الهيستامينية للتقليل من إفراز الحمض، وإذا كان التهاب المري مقاوماً للمعالجة بهذه الأدوية يمكن استخدام أحد الأدوية المثبطة لمضخة البروتون كالأوميبرازول كعلاج بديل.