الأدوية الهضمية (مضادات الحموضة وتطبل البطن)

توجيهات

تفيد مضادات الحموضة (أملاح الألمنيوم والمغنيزيوم، كربونات الكالسيوم، بيكربونات الصوديوم) في تدبير أعراض عسر الهضم الناتج عن القرحة، ويمكن استخدامها أحياناً في تدبير حالات عسر الهضم ذات المنشأ غير القرحي إلا أن فوائدها في مثل هذه الحالات ما تزال غير مثبتة. تعطى هذه الأدوية عادةً عند حدوث الأعراض (أو توقع حدوثها) بين الوجبات وقبل النوم بتواتر 4 جرعات/يوم أو أكثر، وقد يستلزم الأمر إعطاء جرعات بتواتر أعلى قد يصل إلى جرعة كل ساعة.

تتوافر مضادات الحموضة بشكل معلقات أو مضغوطات للمضغ أو أقراص علكة، وبشكل عام تعد الأشكال السائلة أكثر فعالية من الأشكال الصلبة.

تمتاز المستحضرات الحاوية على أملاح الألمنيوم والمغنيزيوم (هيدروكسيد الألمنيوم، كربونات المغنيزيوم، سيليكات المغنيزيوم الثلاثية، هيدروكسيد المغنيزيوم) بأنها غير ذوابة بالماء وبالتالي تكون ذات تأثير طويل، وتميل أملاح الألمنيوم نظراً لخواصها المقبضة إلى إحداث إمساك، في حين تملك أملاح المغنيزيوم فعلاً مسهلاً، وهذا ما ينقص التأثيرات الهضمية للمستحضرات الحاوية على مشاركة بينهما، أما الهدف الآخر لهذه المشاركة فيتمثل بإنقاص المدة اللازمة لبداية التأثير حيث أن فعل هيدروكسيد الألمنيوم المضاد للحموضة بطيء على نقيض فعل هيدروكسيد المغنيزيوم.

يوصى بتجنب استخدام مضادات الحموضة الحاوية على هيدروكسيد الألمنيوم لدى المرضى المصابين بانخفاض فوسفات الدم، وتوخي الحذر لدى المرضى الخاضعين للتحال الكلوي نظراً لخطر تراكم الألمنيوم، في حين لا يعتبر تراكمه خطيراً إذا كانت الوظيفة الكلوية سليمة. يوصى أيضاً بتجنب استخدام مضادات الحموضة الحاوية على أملاح المغنيزيوم لدى المرضى المصابين بقصور كلوي نظراً لاحتمال ظهور تأثيرات ثانوية مهددة للحياة.

تجدر الإشارة إلى أن سيليكات المغنيزيوم الثلاثية تملك فعلاً بطيئاً مضاداً للحموضة ولا تعطي تخفيفاً سريعاً للأعراض على خلاف أملاح المغنيزيوم الأخرى مثل كربونات المغنيزيوم وهيدروكسيد المغنيزيوم.

من جهة أخرى فقد تراجع حالياً استخدام فوسفات الألمنيوم كمضاد للحموضة، وهو يستخدم ـ على الرغم من كونه أقل مركبات الألمنيوم فعالية ـ لخفض فوسفات الدم من خلال ربط الفوسفات في الأمعاء وتشكيله معقداً يطرح في البراز، واستعماله طويل الأمد يؤدي خلافاً لغيره من أملاح الألمنيوم إلى ارتفاع فوسفات الدم.

تملك كربونات الكالسيوم تأثيراً سريعاً مضاداً للحموضة ولكن استخدامها مشوب ببعض المساوئ، فكربونات الكالسيوم تحفز الإفراز الحمضي الارتدادي، ولا تستخدم إلا للمعالجة قصيرة الأمد وذلك بسبب خطر إحداثها ارتفاعاً في كالسيوم الدم وبالتالي قلاءً استقلابياً، كما أنها تسرع من ظهور متلازمة الحليب القلوي.

تتمتع بيكربونات الصوديوم بتأثير سريع مضاد للحموضة، وتسبب لدى استخدامها بجرعات عالية أو لمدة طويلة قلاءً استقلابياً واحتباس السوائل، وهي قابلة للامتصاص لذا يوصى بتجنب استخدامها في حالات القصور القلبي، وارتفاع ضغط الدم، والقصور الكلوي، والتشمع، والحمل، والمرضى الموضوعين على حمية محدودة المحتوى من الصوديوم.

تراجع استخدام بيكربونات الصوديوم حالياً كمضاد للحموضة بشكل كبير، وهي تحتل مكانة هامة في تدبير اضطرابات السبيل البولي والحماض.

هناك عدة مواد تشارك مع مضادات الحموضة تشمل السيميتيكون simethicone (الديميتيكون المنشط) الذي يقوم بدور مضاد لتطبل البطن (حيث يخفض التوتر على سطح الفقاعات الغازية في البطن ويسمح لها بالاندماج والخروج)، وتكون هذه المستحضرات مفيدة لتخفيف الفواق.

يمكن مشاركة مضادات الحموضة أيضاً مع الألجينات alginates التي تفيد في حالات القلس المعدي المريئي من خلال تشكيل هلامة على سطح محتويات المعدة مما يمنع القلس ويحمي المري من تأثير الحمض المرتد.

يجدر التنبيه إلى تداخل مضادات الحموضة مع الامتصاص المعدي المعوي للعديد من الأدوية إما بتشكيل معقدات غير منحلة، أو من خلال تغيير باهاء المعدة أو من خلال تأثيرها على معدلات الإفراغ المعدي (راجع جدول التداخلات الدوائية).