الفيتامينات والأملاح المعدنية (الفيتامينات)

توجيهات

1ـ الفيتامين A والبيتاكاروتين betacarotine:

الفيتامين A:

هو فيتامين أساسي لنمو الجسم ووظيفة الرؤية وتطور الأنسجة، ويؤدي عوزه إلى ظهور عيوب بصرية تتمثل بجفاف الملتحمة الذي يتطور إلى الإصابة بالعمى، كما يؤدي إلى زيادة الاستعداد للإنتانات.

يعطى الفيتامين A في معالجة حالات العوز إما فموياً أو بطريق الحقن العضلي، وتؤدي الجرعات المفرطة من الفيتامين a إلى سمية تعرف بفرط فيتامين A تتصف بتعب، وهياج، وقهم، وخسارة وزن، وقياء، واضطرابات هضمية أخرى، وضخامة كبد وطحال، واضطرابات جلدية، وحاصة، وجفاف جلد، وجفاف ونزف الشفتين، وفقر دم، وصداع، وفرط كالسيوم الدم، وتورم تحت الجلد، وآلام عظمية ومفصلية، ويمكن أن يحدث لدى الأطفال ارتفاع ضغط داخل القحف.

تختلف الجرعة الموصى بها من الفيتامين A بالنسبة للأطفال والرضع حسب العمر، وللبالغين حسب الجنس وحالة الحمل والإرضاع، وتقدر الحاجة اليومية من الفيتامين A لدى البالغين الذكور بـ3333 وحدة دولية، ولدى البالغين الإناث (بما يشمل الحوامل) بـ2667 وحدة دولية، ولدى المرضعات بـ4333 وحدة دولية. يجب ألا تتجاوز كمية الفيتامين A الواردة عن طريق الغذاء والإضافات الفيتامينية في فترة الحمل الـ10.000 وحدة دولية، إذ أظهرت الدراسات احتمال حدوث تشوهات عصبية قحفية عرفية لدى الأجنة يكون أكبر لدى النساء الحوامل اللواتي يتناولن كمية أكبر من 10.000 وحدة دولية/يوم، وعليه فإن الحامل التي تتناول غذاءً جيداً لا تحتاج إلى تناول أي إضافات من الفيتامين A (بما يشمل زيت كبد الحوت) خوفاً من تجاوز الجرعة الموصى بها، ولكن في حال تناولها لتلك الإضافات فإن ذلك يجب أن يتم بإشراف الطبيب وتقييمه لحالة الحامل وحاجتها لمثل هذه الإضافات.

 

البيتاكاروتين betacarotine هو طليعة فيتامين A، يعطى عن طريق الفم من أجل إنقاص شدة تفاعلات الحساسية الضوئية لدى المرضى المصابين بالبرفيرية الأولية المولدة للكريات الحمراء، وتتراوح جرعته بين 30ـ300 ملغ/يوم للبالغين وبين 30ـ150 ملغ/يوم للأطفال وذلك حسب شدة الحالة، وهو يتمتع بفعالية مضادة للأكسدة.

 

 

2ـ مجموعة الفيتامينات B:

الفيتامين B1 (الثيامين thiamine):

يلعب الفيتامين B1 دوراً أساسياً في استقلاب الكربوهيدرات، ويؤدي عوزه إلى تناذرات عصبية عضلية شديدة مثل البري بري beriberi ومتلازمة فيرنيكة كورساكوف Wernicke-Korsakoff.

تتعلق الحاجة اليومية من الفيتامين B1 بشكل مباشر بالوارد الغذائي من الكربوهيدرات وبمعدل الاستقلاب، وتقدر الحاجة اليومية الواردة عن طريق الغذاء بـ0.9ـ1.5 ملغ من الفيتامين B1 للرجل السليم و0.8ـ1.1 ملغ من الفيتامين B1 للمرأة السليمة.

يتطور عوز الفيتامين B1 في حال عدم كفاية الوارد منه عن طريق الغذاء، ويؤدي العوز الشديد إلى تطور متلازمة تعرف بالبري بري، ويتصف البري بري الحاد (الرطب) بحدوث قصور قلبي ووذمة، فيما يتصف البري بري المزمن (الجاف) بحدوث اعتلال عصبي محيطي، وضعف عضلي، وهزال، وشلل.

تتطور في الحالات الشديدة من عوز الفيتامين B1 متلازمة فيرنيكة كورساكوف Wernicke-Korsakoff التي تظهر عند الكحوليين المدمنين بشكل خاص وتتصف بزوال مادة النخاعين من الجملة العصبية المركزية.

يندر حدوث آثار جانبية جراء تناول الفيتامين B1، ولكن يمكن أن يترافق إعطاء الفيتامين بالطريق الوريدي بظهور ردود فعل تحسسية متفاوتة الشدة، وقد تحدث صدمة تأقية مميتة في حالات نادرة جداً، ونظراً للخطورة العالية لظهور التفاعلات التحسسية الحادة خلال إعطاء الثيامين أو بعد فترة قصيرة من إعطائه يوصى بما يلي:

- يجب الاقتصار على استخدام الثيامين بالطريق الحقني على الحالات الضرورية فقط.

- يجب أن تعطى الحقن الوريدية ببطء خلال 10 دقائق.

- يجب أن تكون وسائل معالجة التأق متوفرة أثناء إعطاء الثيامين.

 

 

الفيتامين B2 (الريبوفلافين riboflavin):

يعد الفيتامين B2 أساسياً للاستفادة من الطاقة الموجودة في الغذاء إذ تلعب الأشكال المفسفرة الفعالة من هذا الفيتامين (الفلافين وحيد النكليوتيد والفلافين أدينين ثنائي النكليوتيد) دور التميمات الأنزيمية في تفاعلات الأكسدة والإرجاع الاستقلابية، كما أنه ضروري لعمل كل من البيريدوكسين pyridoxine وحمض النيكوتينيك nicotinic acid.

يتطور عوز الفيتامين B2 في حال عدم كفاية الوارد منه عن طريق الغذاء، ويقود العوز إلى تطور متلازمة عوز الريبوفلافين وهي تتصف بتشقق وحرشفة الشفتين، والتهاب زوايا الفم، والتهاب اللسان، والتهاب القرنية، وآفات سطحية على أعضاء التناسل، والتهاب جلد زهامي، كما يمكن أن يحدث فقر دم سوي الكريات وأعراض بصرية تشمل حكة وحرقة في العينين، رهاب ضوء، وتوعِّي في القرنية. تظهر بعض هذه الأعراض في حالات العوز لفيتامينات أخرى مثل البيريدوكسين وحمض النيكوتينيك والتي لا تقوم بدورها بشكل صحيح في غياب الريبوفلافين.

يستخدم الريبوفلافين في علاج حالات عوز الفيتامين B2 والوقاية منها، ويعطى بجرعات 30 ملغ/يوم كجرعة مفردة أو مقسمة على جرعات، وتتفاوت الحاجة اليومية من الريبوفلافين حسب الوارد الطاقي وتبلغ عادة 1.1ـ1.7 ملغ.

ينتج عن تناول الريبوفلافين بجرعات عالية تغير لون البول إلى الأصفر، ويمكن لذلك أن يتداخل مع العديد من الفحوص المخبرية على البول.

 

 

الفيتامين B6 (البيريدوكسين pyridoxine):

البيريدوكسين هو واحد من ثلاثة مشتقات للفيتامين B6 (البيريدوكسال، البيريدوكسامين، والبيريدوكسين)، وهو يدخل بشكل أساسي في تفاعلات استقلاب الحموض الأمينية والكربوهيدرات والدسم، كما أنه ضروري من أجل تشكيل الخضاب.

يتوزع البيريدوكسين بشكل واسع في الأغذية، لذا يكون من النادر حدوث العوز، ولكن يمكن أن يحرَّض العوز جراء تناول بعض الأدوية التي تؤثر على استقلابه أو توافره الحيوي كالإيزونيازيد isoniazid، ومانعات الحمل الفموية، وهو يتصف بحدوث التهاب أعصاب محيطي، وقد يؤثر على الجملة العصبية المركزية لدى الأطفال.

يحتاج البالغ السليم إلى 1.5ـ2 ملغ من البيريدوكسين في اليوم، وهي كمية تتواجد في الغذاء الطبيعي، وتزداد هذه الحاجة بازدياد الوارد من البروتينات وذلك بسبب الدور الأساسي لهذا الفيتامين في استقلاب الحموض الأمينية.

تتطلب بعض الحالات إعطاء جرعات عالية من البيريدوكسين كما في بعض الاضطرابات الاستقلابية كفرط أوكزالات البول وفقر الدم حديدي الأرومات، كما أظهر البيريدوكسين فوائد علاجية في علاج الاكتئاب والأعراض الأخرى المرافقة لمتلازمة ما قبل الطمث ولاستخدام مانعات الحمل الفموية وذلك بجرعة لا تتجاوز 100 ملغ. تجدر الإشارة إلى أن الاستعمال طويل الأمد لجرعات عالية من البيريدوكسين (جرعات تزيد عن 2 غ/يوم) يترافق مع تطور اعتلالات عصبية محيطية شديدة.

 

 

فيتامين B12:

يتمتع الفيتامين B12 بدور أساسي في العديد من تفاعلات الاستقلاب والتصنيع.

يحتاج البالغ السليم يومياً إلى 1ـ2 مكغ من الفيتامين B12 وهي كمية تتواجد في الغذاء الطبيعي ذي المنشأ الحيواني، وينتج العوز إما عن نقص الوارد الغذائي أو عن سوء الامتصاص، وقد يؤدي عوزه إلى حالات من فقر الدم كبير الكريات وأذيات عصبية شديدة.

يستخدم الفيتامين B12 في معالجة فقر الدم كبير الكريات الناتج عن عوز الفيتامين B12 * (بما فيها الحالات الناتجة عن فقر الدم الوبيل وهو غياب العامل الداخلي نتيجة الالتهاب المعدي بالمناعة الذاتية والذي يؤدي إلى سوء امتصاص الفيتامين B12). يستخدم الفيتامين B12 أيضاً في معالجة ضخامة الأرومات النقوية الناتجة عن التخدير الطويل بأوكسيد النتروز الذي يعمل على تعطيل الفيتامين B12، وفي معالجة متلازمة عوز ناقل الكوبالامين II الولادي، ويجب أن يعطى وقائياً بعد الاستئصال الكامل للمعدة وبعد القطع الكلي للفائفي (أو بعد الاستئصال الجزئي للمعدة إذا أظهر اختبار امتصاص الفيتامين B12 وجود سوء امتصاص لهذا الفيتامين).

يستخدم الفيتامين B12 في الحالات السابقة بشكل هيدروكسي كوبالامين hydroxycobalamin الذي حل بشكل كامل مكان السيانوكوبالامين cyanocobalamin لأنه أطول بقاءً في الجسم، وهذا ما يسمح بإعطاء جرعاته الصيانية بفواصل قد تمتد حتى 3 أشهر. تبدأ المعالجة عادةً بإعطاء الهيدروكسي كوبالامين بالحقن العضلي لإعادة ملء مخازن الجسم المستنفذة، ومن ثم تبدأ المعالجة الصيانية التي تستمر طيلة الحياة.

 

* ينتج أغلب حالات فقر الدم كبير الكريات عن عوز الفيتامين b12 أو حمض الفوليك، ويجب في كل حالة إثبات العوز الحاصل والسبب المستبطن، أما في الحالات الإسعافية التي لا تستحمل تأخير المعالجة إلى أن يتم تحديد العوز فيكون من الضروري إعطاء كلا الفيتامينين بعد إجراء اختبار نقي العظم وخلال انتظار نتائج الفحوص البلاسمية، ويجب البدء بالمعالجة المناسبة فقط عند توفر نتائج الفحوص.

 

 

حمض الفوليك folic acid:

يصنف حمض الفوليك ضمن مجموعة الفيتامينات B المركبة، وتبلغ الحاجة اليومية للبالغ السليم 150ـ200 مكغ. ليس هناك ما يبرر المعالجة طويلة الأمد بحمض الفوليك لأن معظم مسببات هذا العوز تكون محدودة ذاتياً ويمكن السيطرة عليها باتباع نظام علاجي قصير الأمد.

يجب ألا يستخدم حمض الفوليك في حالات فقر الدم ضخم الأرومات غير المشخص إلا بالتزامن مع الفيتامين B12 لأن إعطاءه بمفرده في مثل هذه الحالة قد يصحح الخلل الدموي مع استمرار تقدم الأذية العصبية.

تستخدم المعالجة المعيارية بحمض الفوليك في حالات فقر الدم ضخم الأرومات بعوز الفولات (بسبب سوء التغذية، أو الحمل، أو استخدام مضادات الصرع) وذلك بهدف الوصول إلى الهدأة الدموية وإعادة ملء مخازن الجسم، حيث يعطى حمض الفوليك في هذه المعالجة بجرعة يومية فموية قدرها 5 ملغ لمدة 4 أشهر، وقد يكون من الضروري زيادة الجرعة حتى 15 ملغ/يوم في حالات سوء الامتصاص.

يستخدم حمض الفوليك للوقاية في الحالات المزمنة من انحلال الدم أو التحال الكلوي، ويعطى لهذه الغاية بجرعة يومية أو حتى أسبوعية قدرها 5 ملغ، ويعتمد تواتر الجرعة على النظام الغذائي للمريض ومعدل حدوث انحلال الدم.

يعطى حمض الفوليك للوقاية لدى الحوامل بجرعة 200ـ500 مكغ/يوم، كما يستخدم في مستحضرات المشاركة مع الحديد والزنك للوقاية من عوز هذه العناصر خلال الحمل، ويجب ملاحظة أن الجرعات الصغيرة من حمض الفوليك المحتواة في هذه المستحضرات غير كافية لعلاج فقر الدم ضخم الأرومات، ويجب أن تميز هذه المستحضرات عن المستحضرات المستخدمة من قبل النساء اللواتي يخططن للحمل للوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي لدى الجنين.

 

الوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي:

تنصح النساء اللواتي يخططن للحمل بتناول حمض الفوليك من مصادر غذائية أو دوائية بجرعة 400 مكغ/يوم قبل الحمل وخلال الأسابيع الـ12 الأولى منه، وذلك لمنع ظهور تشوهات في الأنبوب العصبي لدى الجنين، وعند اشتباه المرأة بالحمل تنصح بالبدء فوراً باستخدام حمض الفوليك والاستمرار بذلك حتى الأسبوع 12 من الحمل.

يمكن الوقاية من معاودة ظهور تشوهات الأنبوب العصبي (لدى طفل لأبوين مصابين بسنسنة مشقوقة spina bifida أو سبق لهما أن أنجبا طفلاً مصاباً بتشوه في الأنبوب العصبي) من خلال إعطاء النساء ذوات الخطورة واللواتي يخططن للحمل إضافات من حمض الفوليك بجرعة 5 ملغ/يوم (تنقص الجرعة إلى 4 ملغ إذا توفر المستحضر المناسب) والاستمرار بتناول هذه الإضافات حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل.

يجب على المرأة التي تتناول الأدوية المضادة للصرع أن تستشير الطبيب المختص قبل البدء باستخدام حمض الفوليك.

 

 

حمض النيكوتينيك nicotinic acid:

ينتمي حمض النيكوتينيك والنيكوتيناميد (وهو الشكل الفعال له في الجسم) إلى مجموعة فيتامينات B المركبة، وهما يحولان في الجسم إلى النيكوتيناميد أدنين ثنائي النكليوتيد والنيكوتيناميد أدنين ثنائي النكليوتيد المفسفر، وهما تميمان أنزيميان يدخلان في تفاعلات نقل الالكترون في السلسلة التنفسية.

يتطور عوز حمض النيكوتينيك في حال عدم كفاية الوارد الغذائي أو الكحولية، ويقود هذا العوز إلى تطور متلازمة تعرف باسم البلاغرا pellagra وهي تتظاهر بشكل آفات جلدية، خاصة في مناطق الجسم المعرضة لضوء الشمس مع فرط تصبغ وفرط تقرن، بالإضافة إلى أعراض أخرى تشمل الإسهال والألم البطني والتهاب اللسان والتهاب الفم وفقدان الشهية والصداع، والوسن، واضطرابات عقلية وعصبية.

يستخدم حمض النيكوتينيك والنيكوتيناميد في معالجة حالات العوز والوقاية منها، ولكن يفضل النيكوتيناميد لأنه لا يسبب توسعاً وعائياً، وتصل الجرعات العلاجية حتى 500 ملغ/يوم عن طريق الفم أو الحقن العضلي أو الوريدي مقسمة على جرعات، في حين تتراوح الحاجة اليومية بين 15ـ20 ملغ (لم تحدد هذه الكمية بدقة بعد).

تجدر الإشارة إلى أن حمض النيكوتينيك يثبط اصطناع الكولسترول وثلاثيات الغليسريد، ويجب إعطاؤه بحذر عند وجود سيرة مرضية للقرحة الهضمية، وعند مرضى النقرس أو مرضى قصور الوظيفة الكبدية.

 

 

حمض البانتوتينيك pantothenic acid:

فرد من مجموعة فيتامينات B المركبة، وهو مكافئ لتميم الأنزيم A الضروري في عمليات استقلاب الكربوهيدرات والدسم والبروتينات، وهو يتواجد بوفرة في الأغذية، وتبلغ الحاجة اليومية منه 3ـ7 ملغ.

 

 

3ـ الفيتامين C (حمض الأسكوربيك ascorbic acid):

يعد الفيتامين C ضرورياً لاصطناع الكولاجين والمواد ما بين الخلوية. تتطور حالة عوز الفيتامين C في حال عدم كفاية الوارد الغذائي أو عدم تلبية الحاجات المتزايدة من الفيتامين C في بعض الحالات (الحمل، الإرضاع، فترة النمو، المعالجة بالصادات الحيوية)، ويندر حدوث عوز الفيتامين C لدى البالغين ولكنه يمكن أن يظهر لدى الرضع، والكحوليين، والمسنين. يقود هذا العوز إلى تطور متلازمة تعرف باسم داء الحفر (الأسقربوط) وهو يتصف بهشاشة الأوعية الدموية واللثة، وفقر دم سوي أو كبير الكريات، وآفات عظمية وغضروفية، وبطء في التئام الجروح.

إلى جانب استخدامه في معالجة حالات العوز والوقاية منها، يستخدم الفيتامين C كمعالجة إضافية في الحالات الإنتانية إذ يحسن حالة المصابين بالرشح، كما قد يساعد على التئام الجروح، ويفيد في فترات النقاهة (وإن لم يثبت تأثيره في الحالات السابقة)، واضطرابات الامتصاص والتحال الدموي، كما يستخدم مع الديسفيروكسامين desferrioxamine لمعالجة المرضى المصابين بالتلاسيميا لزيادة إفراغ الحديد.

ينصح بتناول 30ـ60 ملغ من الفيتامين C لسد الحاجة اليومية منه لدى البالغين، ومن النادر أن توصف جرعات أكبر من 100 ملغ إلا في المراحل الأولى من داء الأسقربوط.

 

 

4ـ الفيتامين D:

تعد مركبات الفيتامين D (الكالسيفيرول Vit D2، الكولي كالسيفيرول Vit D3) هرمونات أو طلائع هرمونات تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على نسب الكالسيوم والفوسفور، وتمعدن العظام.

يتطور عوز الفيتامين D في حال نقص الوارد الغذائي لهذا الفيتامين أو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، ويتطلب تطور هذا العوز عادة وقتاً طويلاً نظراً للتحرر البطيء للفيتامين D من مخازنه في الجسم، وقد يظهر هذا العوز لدى بعض الرضع في حال عدم تعريضهم بشكل كافٍ لأشعة الشمس، أو عدم إعطائهم إضافات من الفيتامين D، ولدى المسنين بسبب قلة حركتهم وقلة تعرضهم لأشعة الشمس، وعند الأشخاص المصابين بمتلازمات سوء امتصاص الدسم، كما يمكن لبعض الحالات المرضية مثل القصور الكلوي أن تؤثر على استقلاب الفيتامين D إلى أشكال فعالة استقلابياً ويؤدي ذلك بالتالي إلى حدوث العوز.

يقود العوز إلى تطور متلازمة تلين العظام التي تظهر لدى الكبار وتتصف بانخفاض كالسيوم الدم، وانخفاض فوسفات الدم، ونقص تمعدن العظام أو فقدان التمعدن، وألم عظمي، وكسور عظمية، ووهن عضلي، كما يقود هذا العوز إلى تطور الرخد لدى الأطفال والذي يتصف بتأخر في النمو، وتشوه في الهيكل العظمي خاصةً في العظام الطويلة.

تكون المتطلبات اليومية من فيتامين D لدى البالغين قليلة ويمكن الحصول عليها بالتعرض لأشعة الشمس أو من خلال الوارد الغذائي اليومي، وتقدر الحاجة اليومية من الفيتامين D لدى البالغين الذكور بـ200ـ400 وحدة دولية، ولدى البالغين الإناث بـ200ـ400 وحدة دولية، ولدى الحوامل والمرضعات بـ400 وحدة دولية.

 

 

5ـ الفيتامين E:

تتضمن مركبات الفيتامين E العديد من المركبات الحلولة بالدسم مثل التوكوفيرولات التي تلعب دور مضادات أكسدة في الجسم. إلى جانب استخدام الفيتامين E لمعالجة حالات العوز والوقاية منها (وهي حالات نادرة الحدوث) فإنه يستخدم كمضاد أكسدة للوقاية من تأثير الجذور الحرة الناجمة عن أكسدة الحموض الدسمة متعددة عدم الإشباع على الأغشية الخلوية ويحول دون تشكل جذور حرة أخرى في هذه العملية.

يتطور عوز الفيتامين E في حال عدم كفاية الوارد منه عن طريق الغذاء، وعند الإصابة بسوء امتصاص الدسم، ولدى الأطفال المصابين باضطرابات ولادية مثل التليف الكيسي أو الرتق الصفراوي، والأطفال المصابين بشذوذات في نقل الشحوم مثل فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم، ويتظاهر هذا العوز بتطور اعتلال عضلي واضطرابات عصبية.

تقدر الحاجة اليومية من الفيتامين E للبالغين الذكور بـ10 ملغ، وللبالغين الإناث بـ8 ملغ، وللحوامل بـ10 ملغ، وللمرضعات بـ11ـ12 ملغ.

يجب الانتباه إلى إمكانية معاكسة الفيتامين E لتأثير الفيتامين K، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة زمن التخثر الدموي عند المرضى المؤهبين مثل المرضى الذي يتناولون مانعات التخثر الفموية، ويمكن أن يزداد خطر الإصابة بالخثار لدى بعض المرضى كالمرضى المعالجين بالاستروجينات، ولم تعرف بعد الدلالة السريرية لهذه التأثيرات.

 

 

6ـ الفيتامين K:

يقوم الفيتامين K بدور أساسي في تصنيع عوامل التخثر الدموية VII، IX، X، والبروترومبين (العامل II)، وفي إنتاج البروتينات الضرورية لتكلس العظام الطبيعي، وهو من الفيتامينات المنحلة في الدسم، ويتطور عوزه لدى المرضى المصابين بسوء الامتصاص، وبشكل خاص مرضى الانسداد الصفراوي والمصابين بمرض كبدي، ونظراً لكون الجزء الأكبر من الفيتامين K يتم تصنيعه من قبل الجراثيم المعوية فإن هناك خطورة حقيقية من حدوث نقص في هذا الفيتامين لدى الرضع وحديثي الولادة لعدم اكتمال تطور الزمرة الجرثومية المعوية لديهم.

 

 

7ـ الفيتامينات المضادة للأكسدة:

الفيتامين C + الفيتامين E + البيتاكاروتين:

تملك هذه المجموعة من الفيتامينات خواص مضادة للأكسدة تقوم بحماية الجسم من تأثير الجذور الحرة، وهي تستخدم في معالجة حالات نقص الفيتامينات C,E,A والوقاية منها، ومعالجة العشى الليلي، والضعف الجنسي، والكسور والجروح، واضطراب الامتصاص، وحالات نزلات البرد المتكررة، كما تستخدم للوقاية من السرطانات وأمراض القلب التاجية وتصلب الشرايين.

 

 

8ـ إضافات الفيتامينات والمعادن:

ينصح بإعطاء إضافات الفيتامينات والمعادن بشكل عام في حالات نقص الوارد الغذائي، والكحولية، ونقص الامتصاص، وحالات ازدياد الحاجة: فترات النقاهة من الأمراض والجراحات الكبرى، المسنون، الاستعمال طويل الأمد للمضادات الحيوية والمدرات، في فترات الحمل والإرضاع، وكذلك في الأمراض المزمنة، الإنتانات، والحروق.

يجدر التنبيه إلى مجموعة من الملاحظات حول إعطاء هذه الإضافات:

- لا تعطى الخلطات الفيتامينية الحاوية على الحديد للمرضى المصابين بالتصبغ الدموي.

- يجب أن تكون الإضافات الفيتامينية المعطاة لمرضى التحال الدموي خالية من الفيتامين A ويجب أن تحدد إضافات الفيتامين C لديهم بـ60 ملغ/يوم لتجنب ازدياد تشكل الأوكزالات.

- يجب التقيد بالجرعة وتوخي الحذر عند إعطاء الخلطات الفيتامينية الحاوية على الحديد للأطفال دون 6 سنوات إذ يعد ذلك سبباً رئيسياً للانسمامات القاتلة لديهم.

- يجدر التنبيه إلى أن حمض الفوليك الموجود في الخلطات الفيتامينية يكون بجرعات غير كافية لمعالجة فقر الدم ضخم الأرومات، ويمكن لهذه الجرعات أن تقنع تقدم التنكس العصبي.

- لا تعطى الخلطات الحاوية على النحاس في داء ويلسون.

 

 

9 ـ زيت كبد الحوت:

هو مصدر غني للفيتامين D والفيتامين A وبعض الحموض الدسمة غير المشبعة، وقد نسبت لزيت كبد الحوت تأثيرات مسرعة لالتئام الجروح السطحية والحروق، والمساعدة في شفاء القرحات وقروح الضغط.