أدوية التوجيه النفسي أو فارماكولوجيا الأدوية النفسية

Psychotropic Drugs or Antipsychopharmacology

أولاً : الأدوية المضادة للذهان ( المنعشات العصبية( Antipsychotic Drugs(2)

تصنيف أدوية الذهان :

قلويدات الراولفيا ويمثلها

الرزربين

مشتقات البيوتيرفينون وتتضمن:

هالوبيريدول ، سولبرايد

مشتقات ثيوكزانتين

أملاح الليثيوم

كلوزابين

 

ثانياً - قلويدات الراولفيا Rawalfia Alkaloids :

يمثلها مركب رزربين Reserpine ، ولقلويدات الراولفيا مشتقات أخرى هي :

هارمولين – ريسنامين – سيروسينغوبين .

1.      الرزربين Reserpine :

وهو قلويد طبيعي يستخلص من جذور الراولفيا الثعبانية .

 الاسم التجاري : Serpasil .

 تأثيراته : يتميز الرزربين بنوعين من التأثيرات : · مضاد ذهان .

· خافض للضغط الشرياني .

· تأثيراته على C.N.S : همود – إعياء – وميل للنوم ……

· تأثيراته على الجهاز العصبي الذاتي : يثبط نشاط الجملة العصبية الودية من جهة وينشط الجملة العصبية نظيرة الودية من جهة أخرى .

وبالتالي فهو يحدث هبوطاً تدريجياً في الضغط الدموي الشرياني وبطئاً في القلب ( ناجم عن تنبيه الجملة العصبية نظيرة الودية ) ، كما يسبب سيلان الأنف ، واللعاب ، زيادة الحركة الحوية للأمعاء وتضيق الحدقة .

تعلل آلية تأثير الرزربين الخافض للضغط بأنه يعمل على تحرير الكاتيكول أمين من لب الكظر والسيروتونين ( 5- هيدروكسي تريبتامين ) من مراكز الادخار في الخلايا الدماغية حتى تصل إلى درجة النضوب Depletion نتيجة استقلاب مركبات الكاتيكول أمين بفعل M.A.O و C.O.M.T وبالتالي يحدث في البدء حالة من ارتفاع الضغط الدموي الشرياني وتسرع القلب بسبب الانفراغ التدريجي لمركبات الكاتيكول أمين ثم يحدث انخفاض الضغط ؛ لذلك فإن بدء تأثيره الخافض للضغط يحتاج لعدة أيام وحتى أسبوع ……

كما أن الرزربين يعمل على تحرير ونضوب الدوبامين وبالتالي يمكنه إحداث باركنسونية ثانوية  كاذبة ) ( في حين يحدث الكلوربرومازين الباركنسونية الثانوية نتيجة تأثيره المضاد للدوبامين حيث يحدث حصاراً حول مستقبلات الدوبامين D2 ) .

· يبدي الرزربين تأثيراً مضاداً للسيروتونين وبدرجة أقل من الكلوربرومازين .

 التأثيرات الجانبية :

· سوء تحمل ونقص درجته بحيث نضطر لزيادة الجرعة الدوائية .

· الوسن والوهن . · احتقان العين . · سيلان الأنف واللعاب وإسهال .

· أما اكثرها خطورة فهو حدوث اضطرابات نفسية وعصبية تتجلى بالهمود والإعياء المبطن بالقلق وفي بعض الحالات التشاؤمية ويأس يدفعان المريض لمحاولة الانتحار .

· ينبه الرزربين الجملة خارج الهرمية ويسبب باركنسونية كاذبة تتجلى بالجمود – الرجفان …

· على المعدة : ينبه الغشاء المخاطي وبالتالي يزيد إفراز حمض كلور الماء بسبب سيطرة العصب المبهم أي سيطرة العصب نظير الودي وبالتالي فإن الرزربين يؤهب لحدوث القرحة وينشط القرحة الهاجعة وبالتالي يسبب نزوفاً هضمية .

من ناحية أخرى يستفاد من الرزربين بإحداث حالة القرحة الهضمية تجريبياً عند الحيوان (الجرذان)

وتوجد طريقة أخرى لإحداث القرحة : نضع الجرذ في براد لعدة ساعات مما يؤدي لحدوث كرب شديد وبالتالي زيادة في إفراز حمض كلور الماء وحدوث قروح في المعدة .

· ومن التأثيرات الجانبية تشوهات جنينية أثناء الحمل – شوك مشقوق – هيكل عظمي مشوه ...

· إجهاض وموت الأجنة ويعلل ذلك باختناق الجنين نتيجة انسداد الأنف والقصبات بالمفرزات لذلك لا يجوز إعطاء الرزربين للحامل .

· ينطرح الرزربين عن طريق الغدد اللبنية لذلك لا يعطى للمرضعات .

 مضادات الاستطباب : قرحة – حمل – إرضاع .

 الاستعمالات السريرية : في الحالات التالية :

ذهان حاد – هياج شديد – هوس – هذيان – اختلاط عقلي – فرط تنبيه عصبي – ضجر – اضطرابات النوم والسلوك الشاذ – الاضطرابات النفسية البدنية المرافقة لسن اليأس ( ارتفاع الضغط الشرياني ) .

 الأشكال الصيدلانية : · أقراص : ( سيرباسيل ® ) 0.1 ملغ 0.25 ملغ .

· حبابات 1 ملغ/مل .

· 2.5 ملغ/مل .

 الجرعة :

· كدواء خافض للضغط الشرياني : تؤخذ جرعة 0.1-0.25 ملغ يومياً .

· حالات الذهان والهياج : جرعة 5-15 ملغ حقناً في العضل .

ملاحظة :

- تمكن الباحث بيرن من جامعة روزالند ( اسكتلاندا ) من اكتشاف إمكانية استخدام الدجاج بدلاً من الفئران كحيوانات مخبرية في التجارب

تم أخذ الجينات من جميع الحيوانات : فئران – دجاج – قرود ………

فوجد أن التنضيد المناعي للبروتينات في دم الدجاج يشابه تماماً تنضيد مكتبات DNA عند الإنسان وهذا يوضح توضع الجينات وعددها 100 ألف وتحديد الكودون والانتي كودون والآن ربما سيحدث انتقال من الفئران إلى الدجاج في مجال استعمالها كحيوانات تجارب ؛حيث يُحدث المرض عند الدجاج ونجد في أي سلسلة DNA حدث الخلل - .

ثالثاً- مشتقات البيوتيروفينونButerophenon Derivatives

اكتشف العالم البلجيكي جانس مركب البيوتيروفينون في سياق البحث عن مسكنات ألم مركزية ( مشابهة للميبريدين وتمكن من اكتشاف الهالوبيريدول Haloperidoleوتبين له أن لهذا المركب تأثيرات مضادة للذهان وليس له تأثير مسكن للألم .

واكتشف مشتقات أخرى هي : مركب تري بيريدول ودروبيريدول و الفنتانيل ويستفاد من المشاركة بين المركبين الأخيرين في التخدير الواعي الذي يتم في حالات تضميد الحروق .

1)     الهالوبيريدول Haloperidole :

 خواصه :

· إن الهالوبيريدول يشبه الكلوربرومازين .

· نصف عمره البيولوجي = t ½ 24 ساعة .

· ليس له تأثيرات حالة للنورأدرينالين ولا تأثيرات مضادة للمسكارين ، لكن له تأثيراً حاصراً لمستقبلات D2 أي ينبه الجملة خارج الهرمية ويحدث متلازمة الباركنسونية الثانوية.

· عند المعالجة بالهالوبيريدول يجب وصف دواء مضاد للباركنسونية من فئة مضادات قدرة الكولين.

 التأثيرات الجانبية :

· يسبب هبوط ضغط شرياني .

· له تأثير آخر مختلف عن الكلوربرومازين وهو أنه يحدث الأرق بدلاً من النوم ؛ويعلل بأنه ليس له تأثير حاصر لمستقبلات a الأدرينرجية المركزية في الخلايا الدماغية ومن المعروف أن تنبيه مستقبلات a يؤدي إلى تنبيه الدماغ لذلك يفضل وصفه مرتين يومياً مرة صباحاً ومرة بعد الظهر وتجنب وصفه مساءً .

· اضطرابات حسية (نمل – خدر..)– خوارج انقباض .

 الاستعمالات السريرية : يستفاد منه في معالجة :

حالات الذهان الحادة والهوس والهذيان وحالات الفصام بكافة أشكاله .

الذهان الكبريائي ( الذهان الغروري ) أو الفصام الزوري أو نظير الزوري .

الاضطرابات النفسية البدنية السلوكية والطباعية .

 مضادات الاستطباب :

البورفيريا – الزرق – ضخامة البروستات – داء باركنسون – شلل نصفي .

 الأشكال الصيدلانية : · أقراص 0.5—1-2-5 ملغ .

· حبابات 5 ملغ/مل حقن عضلي .

 الجرعة :

· في الحالات المعتدلة : 3-10 ملغ مرتين يومياً ( صباحاً وبعد الظهر ) .

· وحالات الهوس الشديد يعطى بجرعات عالية تصل إلى 50-60 ملغ مرتين يومياً وفي بعض الدراسات 200 ملغ .

· في حالات الهياج الشديد يعطى بجرعة 10-30 ملغ يومياً حقناً بالعضل ويمكن تكراره كل 6 ساعات .


2)     سولبرايد Sulpride :

 الاسم التجاري : دوغمانتين – دوغماتيل .

يتميز هذا المركب بتأثير اصطفائي نوعي في منطقة الوطاء والمراكز البصلية والتشكلات الشبكية ويختلف تأثيره باختلاف الجرعات الدوائية .

 الاستعمالات السريرية :

يستفاد منه في الجرعات العالية 1200-1600 ملغ يومياً في معالجة الأمراض الذهانية الحادة والهلوسة والفصام .

أما بالجرعات الخفيفة 100-600 ملغ /يوم يستفاد منه في معالجة الدوار – القياء – الشقيقة – القرحة الهضمية المعدية أو الاثني عشرية .

اضطرابات نفسية بدنية تشمل القولون المتهيج Retabel Colon حيث يحدث تشنج قولون من أقل انفعال

 التأثيرات الجانبية : في حال الاستعمال المديد يحدث زيادة تحرر البرولاكتين وإفراز الحليب وانقطاع الدورة الطمثية عند الإناث .

 الأشكال الصيدلانية : · أقراص 50 – 100-200 ملغ .

· شراب 25 ملغ/5 مل .

· حبابات 50 ملغ/مل ، سعة الحبابة 2 مل .


رابعاً - مشتقات ثيوكزانتين Thioxantin :

يمثلها مركب كلوربروثيكسين .

كلوربروثيكسين Chlorprothexine :

ويتميز هذا المركب بأنه لا يسبب حساسية للضياء أو تصبغات جلدية – مثل مشتقات الفينوثيازينالكلوربرومازين ) وتقتصر تأثيراته الجانبية على الوسن وجفاف الفم .

الاستعمالات السريرية :

له تأثير مهدئ – مضاد للشراسة والهياج والاختلاج العضلي ويعاكس الأرق والاضطرابات النفسية البدنية والذهان والهلوسة والهذيان .

 مضادات الاستطباب :

لا يجوز مشاركته مع الكحول والمثبطات المركزية الأخرى مثلالمورفين  باربيتورات

 الجرعة : 6-60 ملغ/يوم عن طريق الفم أو الحقن العضلي بمقدار 15-30 ملغ/يوم .


خامساً - أملاح الليثيوم Lithium Salts :

تشمل على : · سلفات الليثيوم Lithium Sulfate .

· سترات الليثيوم Lithium Citrate .

· كربونات الليثيوم Lithium Carbonate ( Lithionate ® ) .

سترات وكربونات لليثيوم :

 الاستعمالات السريرية :

يستفاد منها في معالجة الحالات الذهانية والسوداوية والهوس وما تحت الهوس والاكتئاب النفسي المبطن بانفصام الشخصية والوقاية من حدوث الهجمات الحادة من الأمراض الذهانية وتغيرات المزاج الطباع .

 آلية التأثير : تتداخل أملاح الليثيوم في استقلاب النواقل العصبية الكيميائية وقد وضعت عدة نظريات لتفسير آلية تأثيرها :

زيادة استقلاب النورأدرينالين في نهايات العصبونات الودية وهذا لا يسمح إلا لجزء ضئيل من النورأدرينالين بأن يتحرر ويصل إلى فجوة المشبك .

تشير دراسة أخرى إلى أن هذه الأملاح تثبط تحرر النورأدرينالين من الخلايا الدماغية بآلية مركزية .

تنشيط عود التقاط النورأدرينالين إلى داخل العصب الودي ليتعرض للاستقلاب مرة ثانية .

تثبيط نشاط أنزيم أدنيليل سيكلاز أي تنقص فعالية cAMP .

أما النظرية الحديثة والتي وضعها الباحثان باليسيريني ( أستاذ الأمراض النفسية في جامعة هارفرتوفوكت عام 1988 فتعلل آلية تأثير أملاح الليثيوم من خلال شلال الشارات الخلوية داخل الخلية العصبية .

وتفترض أن أملاح الليثيوم تثبط تحرر مركب الإينوسيتول ( وهو من النواقل الموجودة داخل الخلية ) من مركب إينوسيتول أحادي الفوسفاتIP1 أو من إينوسيتول ثنائي الفوسفات IP2 .

وينجم عن هذا التثبيط تثبيط اصطناع مركب فوسفاتيديل إينوسيتول 4-5 داي فوسفات PIP2 "(والذي في الأحوال الطبيعية يستقلب بواسطة فوسفوليبازC واختصاراً ( PLC ) إلى مستقلبين من النواقل العصبية هما IP3 أينوسيتول ثلاثي فوسفات و داي أستيل غليسيرولDAG ،وعندما يتشكل الإينوسيتول ثلاثي الفوسفات يعمل على تحرير الكالسيوم من مراكز الإدخار داخل الخلية ( من الشبكة الهيولية الباطنية ) متحولاً إلى IP2 إينوسيتول ثنائي فوسفات ويشكل بذلك حلقة مغلقة .

أما الناقل DAG فله وظيفة مزدوجة :

الوظيفة الأولى : أنه يعمل على تنشيط الفسفرة في البروتينات داخل الخلوية بواسطة تنشيط أنزيم بروتين كيناز ومنها فسفرة أحد الحموض الامينية وهو السيرين إلى مركب فوسفاتيديل سيرين .

والوظيفة الثانية : أنه عندما يرتفع مستواه ينشط تحرر الكالسيوم من E.R ومحصلة ذلك ارتفاع مستوى الكالسيوم وبعد ذلك ارتباطه بالكالموديولين ليتشكل معقد كالسيوم كالموديولين الذي يقوم بعملية إزالة الاستقطاب في الخلية العصبية المحرضة بفعل النورأدرينالين والدوبامين)" .

وعلى هذا الأساس فإن أملاح الليثيوم ولدى تثبيطها لتحرر الإينوسيتول على مستوى شلال الشارات الخلوية تعمل في النهاية على تثبيط تحرر الكالسيوم في الخلية ( بسبب تثبيط تشكل PIP2 وبالتالي تثبيط تشكل IP3 و DAG ) وبالتالي تثبيط عملية زوال الاستقطاب المحرض بالنورأدرينالين والدوبامين .

 الحرائك الدوائية :

· الامتصاص : تمتص سيترات الليثيوم وسلفات الليثيوم بشكل أفضل من امتصاص كربونات الليثيوم .

· نصف العمر البيولوجي لسيترات الليثيوم = t ½ 12 ساعة .

· في حين يتأخر انطراح كربونات الليثيوم = t ½ 24 ساعة .وسبب ذلك هو عود امتصاص الأخير من الأنابيب البولية بنسبة 80% .

· التركيز العلاجي الفعال لشاردة الليثيوم هو 0.6-1.2 ميلي مكافئ/ل ( أو ما يعادل 0.4-1 ميلي مول/ل

· وفي حال تجاوز التركيز 1.3-1.5 ميلي مول/ل يدخل المريض في حالة سبات يرافقها اختلاجات عضلية وشح بول Oligourea وانهيار قلبي وعائي وقد تنتهي بعض الحالات بالوفاة .

نستنتج مما سبق أن أملاح الليثيوم تتمتع بهامش أمان ضيق لذلك يجب القيام بالرصد الدوائي أثناء العلاج T.D.M .

 التأثيرات الجانبية :

· هضمية : غثيان – قياء – إسهال – انقطاع شهية ( قهم ) .

· كثرة التبول : بسبب تثبيط تحرر الهرمون المضاد للإدرار ADH ( يشك في هذه الحالة بوجود سكري ) .

· تأثيرات عصبية : اختلاجات عضلية ورجفان في الأطراف وضعف عضلي - الميل للنوم – الدوار – الرنح – تلعثم الكلام . وبالجرعات العالية قد يحدث سبات .

· تأثيرات غدية : يسبب ضخامة الدرق ( السلعة الدرقية أوالجدرة الدرقيةGoiter ).

· تأثيرات قلبية : تحدث اضطراب نظم القلب وانقلاب موجة T .

 مضادات الاستطباب :

الإصابة بالأمراض القلبية والكلوية – الحمل ( لأن هذه المركبات لها تأثيرات مشوهة للجنين )

 الجرعة الدوائية :

· سيترات الليثيوم ( ليتركس ® ) : بجرعة 600 ملغ 3 مرات يومياً مع مراقبة التركيز أثناء العلاج .

· كربونات الليثيوم : بجرعة 300-600 ملغ 3 مرات يومياً .


ومن المركبات التي تنتمي إلى فئات أخرى :

كلوزابين Clozapine:

 الاسم التجاري : ليبونيكس .

له تأثيرات نوعية مضادة للذهان والشيزوفرينيا وليس له تأثير منبه للجملة خارج الهرمية وبالتالي لا يسبب باركنسونية .

كما انه يفيد في تحسين حالة عسرة الحركة ولا يسبب عسر الحركة الآجل ( المتآخر ) Tardive Dyskinesia

 الجرعة : 150-200 ملغ/يوم .

 التأثيرات الجانبية :

· دموية : تغير الصيغة فقدان المحببات وسجلت بعض حالات سرطان الدم .

· سيلان اللعاب . · اختلاجات عضلية · ارتفاع التوتر الشرياني .

 بين لانست وكار أن لهذا المركب تأثير منبهاً نوعياً لـ D1 و a1 ومستقبلات السيروتونين 5-HT2 ولا يسبب تحرر البرولاكتين أو ضخامة الأثداء .