الهيستامين

Histamine

الهيسامين و التحسس :

الاصطناع الحيوي :

يتم الاصطناع الحيوي للهيستامين بدءاً من الحمض الأميني هيستيدين وذلك بنزع جذر الكربوكسيل بواسطة الإنزيم هيستيدين دي كربوكسيلاز .

ويتشكل الهيستامين وهو الوسيط الحيوي الهام المسؤول عن التفاعلات التحسسية .

 أماكن التواجد ومراكز الادخار : يتواجد الهيستامين في :

الحبيبات المدخرة للهيستامين داخل الخلايا البدينة Mast Cells .

الصفيحات الدموية .

الكريات البيضاء المحبة للأساس .

العوامل المحررة للهيستامين : وهي عديدة أهمها :

سم الأفاعي والعقارب ولدغ الحشرات مثل النمل والدبابير والنحل …………

المصول والببتون والتربسين والمنظفات والمركبات الكيميائية على اختلاف أنواعها .

التعرض للبرد الشديد أو الصقيع ( عضة الثلج Frost Bite ) .

ومن المركبات الدوائية المحررة للهيستامين نذكرالأتروبين – المورفين – الكودئين – الميبريدين – D- تيوبوكورارين .

المركبات المبيدة للمثقبيات ( طفيليات تحدث مرض النوم تنقلها ذباب تسي تسي ) مثل ستلباميدين وبربياميدين .

المركبات المستخدمة في علاج الليشمانيا وهي مركبات الإيثمد ومركب ستيبوغلوكان .

مركب كيميائي 48/80 وهو يتركب كيميائياً من كوثرة من فينيل إتيل أمين مع جذر الميتيلين يستخدم تجريبياً لتحرير الهيستامين .

آلية تأثير الهيستامين :

تعلل التأثيرات الفيزيولوجية والدوائية للهيستامين من خلال تفاعله مع المستقبلات الخاصة به ، والتي لها ثلاثة أنواع H3 , H2 , H1 .

مستقبلات H1 :

تتواجد في جميع أنواع خلايا الجسم عدا الغشاء المخاطي للمعدة والاثني عشر .

ينبهها : الهيستامين .

يحاصرها : حاصرات H1 وهيبروميثازين ، أوكسوميمازين ، ألي ميمازين ، إيميبرامين وتستخدم عند الحساسية .

مستقبلات H2 :

تتواجد في الغشاء المخاطي للمعدة والاثني عشر ، وهي المسؤولة عن التأثير المنشط لإفراز HCl والببسين .

ينبهها : الهيستامين والديمابريت Dimaprit .

يحاصرها : حاصرات H2 النوعية وهيسيميتيدين ، رانتيدين ، فاموتيدين ، نيزاتيدين .

مستقبلات H3 :

تتواجد في مستوى العصبونات المركزية ما قبل المشبك والعصبونات الشمية ويؤدي تنبيهها إلى تثبيط تحرر العديد من وسائط النقل العصبي ولا تزال قيد الدراسة .

ينبهها : R- ألفا- ميتيل هيستامين R-?-Methylhistamine .

يحاصرها : ثيوبيراميد Thiopyramide .

التأثيرات الدوائية للهيستامين :

يتحرر الهيستامين نتيجة التفاعل ما بين المؤرجات والأضداد من نوع IgE حيث يوجد علاقة وثيقة ما بين التفاعل التحسسي والجهاز المناعي.

بعد تحرر الهيستامين نتيجة للتفاعلات التحسسية يجول في الدوران العام أو يبقى موضياً ويرتبط مع المستقبلات H1 وتظهر التأثيرات التحسسية وهي :

توسع وعائي – زيادة نفوذية الشعيرات الدموية وحدوث وذمات موضعية أو معممة – حكة – طفح جلدي واندفاعات حمامية شروية – هبوط ضغط ( نتيجة التوسع الوعائي ) – تسرع قلب – تضيق قصبات – ضخامة عقد لمفاوية – آلام مفصلية – حمى موضعية أو معممة .

1.       تأثير الهيستامين على جهاز الدوران :

إن حقن الهيستامين بجرعات صغيرة يحدث هبوطاص سريعاً في الضغط الشرياني بسبب التوسع الوعائي يتلو ذلك ارتفاع ملحوظ في الضغط الشرياني بسبب تحرر الأدرينالين بفعل انعكاسي من لب الكظر .

حقن الهيستامين بجرعات عالية يحدث هبوطاً شديداً بالضغط مع توسع الشرايين والشرينات والأوردة والوريدات يترافق ذلك بخروج البلازما إلى الأفضية بين الخلوية وحدوث وذمات موضعية بسبب زيادة النفوذية الوعائية .

حقن الهيستامين تحت الجلد يؤدي لظهور استجابة لويس الثلاثية وتشمل :

النقطة الحمراء Flush : بسبب توسع الاوعية الدموية الشعرية وتراكم الكريات الحمراء في منطقة الحقن .

منطقة التوهج Flare : تحيط بالنقطة الحمراء ناتجة عن التوسع الوعائي الشعري بسبب حدوث منعكس محوري ينتقل بأعصاب حسية محيطة بمنطقة الحقن .

قرص وذمي ( الوذمة المحيطية الموضعية ) : وذلك بسبب تراكم السوائل في الأفضية بين الخلوية في منطقة الحقن .

يضاف لذلك الشعور بالحكة وارتفاع درجة الحرارة الموضعي .

تأثير الهيستامين في مستوى الأوعية الرئوية :

كما في باقي أجزاء الجهاز الوعائي يوسع الهيستامين الشرايين والأوردة الرئوية مؤدياً إلى نقص المقاومة الوعائية الرئوية .

تأثيرات الهيستامين في مستوى الأوعية الدماغية :

يوسع الهيستامين أوعية الدماغ الأمر الذي يؤدي إلى احتقان في الدماغ وحدوث صداع من النوع الوعائي النابض .

التأثير على القلب :

يسرع الهيستامين القلب ويزيد معدل ضرباته كما يزيد حجم الحصيل القلبي ويعلل ذلك نتيجة لفعل انعكاسي ناجم عن هبوط الضغط وتحرر الأدرينالين من لب الكظر .

2.       التأثير على العضلات الملساء:

· القصبات : يقلص الهيستامين العضلات الملساء في القصبات مما يساهم ( بالإضافة إلى عوامل أخرى) في إحداث الربو القصبي والذي هو عبارة عن مرض التهابي وليس تحسسي .

· التأثير على عضلة الرحم : يسبب تقلص عضلة الرحم ( عدا بعض الأنواع الحيوانية مثل بعض سلالات الفئران حيث يسبب ارتخاءً لعضلة الرحم ).

3.       التأثيرات الهضمية :

ينبه الهيستامين مستقبلات H2 المتواجدة في المعدة محرضاً بذلك الخلايا الجدارية على إفراز HCl والخلايا الأصلية ( الرئيسية ) على إفرازالببسين، ولذلك يستفاد منه في تحريض إفراز عصارة المعدة حيث يعطى 0.1 ملغ/كغ .

يحضر الهيستامين بشكل حبابات 1 ملغ/مل ويستخدم تجريبياً كدواء محرض لإفراز HCl ويعطى بجرعة 0.01 ملغ/كغ .

هناك مركبات مشابهة للهيستامين بتأثيره المحرض لإفراز HCl تدعى نظائر الهيستامين وهي :

بيتازول Betazole : مركب كيميائي صنعي يحرض إفراز HCl بفعالية أقل من الهيستامين بـ 50 مرة .

 الجرعة : 0.01 ملغ/كغ .

 الشكل الصيدلاني : يحضر بشكل حبابات 10 ملغ/مل .

بنتاغاسترين : يحرض إفراز HCl ، الجرعة 6 مكغ/كغ .

 الشكل الصيدلانية : يحضر بشكل حبابات 2.5 ملغ/مل .

 لها تأثيرات جانبية : آلام معدية ومعوية – زيادة إفراز البنكرياس والصفراء .

4.       التأثير على الأعصاب الحسية :

يثير الهيستامين حس الألم والحكة وبالتالي فإنه يؤدي عند حقنه تحت الجلد إلى الشعور بالألم والحرقة ويعلل ذلك بسبب حدوث تنبيه مباشر لنهايات الأعصاب الحسية الخاصة بالألم وإثارة المنعكس المحوري .

5.       التأثير على لب الكظر :

ينبه الهيستامين لب الكظر فيفرز ما يحتوي من الكاتيكول أمين ( نورأدرينالين والأدرينالين ) وإن الأدرينالين هو الضاد الفيزيولوجي للهيستامين.

الحرائك الدوائية :

· الامتصاص : يمتص الهيستامين بسرعة عند حقنه تحت الجلد أو في العضل ، يتوزع وينتشر بسرعة .

· مدة التأثير : ينتهي مفعوله خلال 5-15 دقيقة حيث يستقلب .

· الاستقلاب : يستقلب بخمس طرق هي :

يستقلب بشكل رئيسي بالأمثلة بأنزيم إيميدازول N- ميثيل ترانسفيراز ويتحول إلى 1- ميتيل هيستامين وينطرح بهذا الشكل .

يستقلب بواسطة M.A.O ويتحول إلى N- ميتيل إيميدازول أستيك أسيد وينطرح بهذا الشكل .

يستقلب بواسطة أنزيم هيستاميناز إلى إيميدازوليل أسيتيك أسيد وينطرح بهذا الشكل .

يستقلب بتفاعل أستلة إلى N- أستيل هيستامين .

يستقلب بأنزيم داي أمين أوكسيداز( Diamine Oxidase ( D.A.O ويتحول إلى إيميدازول أستيك أسيد Imidazole Acetic Acid مرتبط بريبوزيدRiboside .

· الانطراح : ينطرح على شكل المستقلبات السابقة كما ينطرح أيضاً بالشكل الحر .

الأنماط السريرية للتفاعلات التحسسية Clinical Forms of Drug Hypersensitivity:

أمكن التعرف على عدة أنماط من تفاعلات فرط التحسس صنفها كومبس Combs وجيل Gell سريرياً إلى خمس أنماط :

النمط الأول : نمط التفاعلات التأقية Anaphylactic Reactions :

وتصنف بدورها إلى نوعين :

·         صدمة ( تفاعل ) تأقية جهازية Systemic Anaphylactic Shock .

·         التفاعلات التأقية الموضعية أو المنتبذة Atopic Local Reactions : تصيب جهازاً أو موضعاً وتسمى بالتفاعلات التأتبية حسب المعجم الطبي الموحد .

النمط الثاني : التفاعلات التحسسية السمية الخلوية Cytotoxic Reactions .

النمط الثالث : التفاعلات التحسسية المكونة لمركبات المعقد السمية Toxic Complexes:

تقسم إلى فئتين :

جهازية Systemic .

موضعية Local .

النمط الرابع : التفاعلات التحسسية المتأخرة Delayted Hypersensitivity :

وتتم من خلال تنشيط وتفعيل الخلايا التأئية المسؤولة عن المناعة الخلوية .

النمط الخامس : التفاعلات التحسسية المنبهة Stimulantory Reactions .

1)      النمط الأول : التفاعلات التأقية Anaphylactic Reactions : تقسم إلى:

الصدمة التأقية Anaphylactic Shock : مثل الصدمة التأقية النانجة عن حقن البنسلين .

التفاعلات التأقية الموضعية أو المنتبذة Atopic Local Reactions : وتمثلها الإصابة بالربو القصبي Asthma وحمى العلف ( القش أو الكلأ ) Hay Fever والتهاب الجلد الشروي والإصابة بالوذمة العرقية العصبية Angioneurotic Oedema .

ويتم حدوث هذه التفاعلات عن طريق التفاعل بين المستضدات والشعب العلوية لـ IgE وزيادة تشكل هذا النوع من الغلوبيولينات .

حمى الكلأ ( أو العلف أو القش ) Hay Fever :

والمستضدات المسببة لهذا الداء هي غبار الطلع وهو عبارة عن مواد بروتينية محسسة تتحرر من الأعضاء المذكرة ( الأسدية ) في الزهرة .

أعراض حمى الكلأ :

العطاس Sneezing ، سيلان الأنف Running Nose ، تخريش الغشاء المخاطي المبطن للأنف والعين وزيادة إفراز الدمع والخوف من الضياء والحكة .

التفاعلات الشروية :

تنجم عن عدة أسباب منها دوائية ومنها لدغ الحشرات ، نتيجة التفاعلات بين المستضدات والشعب العلوية لـ IgE وتترافق بتحرر الهيستامين بالإضافة إلى مواد أخرى محسسة مثل المادة المحسسة بطيئة التفاعل Slow Reaction Substance Anaphylacting ( SRSA ) (وهي مادة من اللوكترينات من فئة البروستاغلاندين تعرف أيضاً بـ LTC4) ، السيروتونين وكينينات البلازما ( البرادي كينين ) ومركب أنافيلاتوكسين .


الوذمة العرقية العصبية :

لها شكل سريري يعرف باسم وذمة كوينك وهي نمط من التفاعلات التحسسية المحدثة للتفاعل الالتهابي والوذمة حيث تسبب وذمة في الوجه – طفح شروي ( حمامى ) في الوجه والعنق ووذمة العنق والحنجرة وانسداد جزئي للطريق التنفسي وتضيق قصبي .

ويشترط لحدوث هذا التفاعل توفر المتممات Complements ( ولها عدة أنماط C1 إلى C5 ) حيث يحتاج تحرر الوسائط المحسسة أو المحدثة للالتهاب إلى تواجدها .

العلاج :

يستفاد من الستيروئيدات القشرية في معالجة هذه الحالة من حالات التحسس ، ويستفاد منها أيضاً في تثبيط المراحل الأخيرة من التفاعل الالتهابي وهي مرحلة تشكل النسيج الحبيبي.

2)      النمط الثاني : التفاعلات التحسسية السمية الخلوية Cytotoxic Reactions :

في هذا النمط تتصرف المؤرجات كأنها جزء متمم ومكمل لبناء الغلاف الخلوي بحيث يحرض التفاعل الأرجي على إحداث تلفٍ في الغلاف الخلوي وتدمير للخلايا ويحتاج هذا النمط إلى توفر المتممات وهذه المتممات تتثبت على الغلاف الخلوي نتيجة التفاعل بين المستضدات والأضداد . ويمثل هذا النمط من التفاعلات انحلال الدم Hemolytic Anemia بمختلف أسبابه :

تنافر زمر الـ Rh بين الأم والجنين ( آرام الحمر الجنيني ) أو تنافر الزمر عند نقل الدم .

تناول أحد المركبات المحدثة للنوم يدعى أبرونال Apronal ( تجارياً Sedormid ) وقد سحب من الاستعمال السريري لأنه يحدث نقصاً حاداً وشديداً في عدد الصفيحات الدموية ، ويعلل ذلك بتفاعل تحسسي سمي خلوي وبذلك يؤهب للإصابة بفرفرية شديدة .

تناول مركب a متيل دوبا وهو مركب خافض للضغط الشرياني يعرف باسم ألدوميت .

آلية التأثير : يشكل ناقلاً كاذباً ويحتل مكان النورأدرينالين على المستقبل الأدرينرجي بسبب التشابه في البنية الكيميائية ويتوقف تحرر النورأدرينالين من النهايات العصبية .

التأثيرات الجانبية لـ a متيل دوبا :

ضخامة أثداء كما يؤثر على الغدد التناسلية ويسبب الاستعمال المديد عند المرضى لعدة أشهر فإن اختبار كومبس يصبح إيجابياً تجاه الأضداد المناعية الذاتية بنسبة 5-10% من المرضى المعالجين بهذا الدواء لذلك يمكن أن يسبب انحلال الدم .

3)      النمط الثالث:التفاعلات التحسسية المكونة للمركبات المعقدة السميةToxic Complexes :

يمثله نوعان من التظاهرات :

جهازية : يمثله داء المصل Serum Sickness .

موضعية : يمثلها حادثة آرتوس Artus Reaction .

داء المصل Serum Sickness :

تمكن الباحث فون بيركيه من وصف هذا الداء لأول مرة أثناء معالجة حالة دفتريا حيث وجد أنه لدى حقن مصل مضاد للدفتريا لأحد المرضى المصابين بهذا المرض ظهرت أعراض تحسسية أرجية بعد أسبوع تتمثل بـ :

اندفاعات شروية – آلام مفصلية – وذمة في الوجه – التهاب الأوعية الدموية Vasculitis .

ويتصف هذا النوع من التفاعلات بخاصيتين :

 إن المستضد المسؤول عن حدوث هذا التفاعل هو المصل المضاد للدفتريا أي هو الأضداد أي أن الأضداد تقوم بوظيفة المستضد .

 هذه التفاعلات لا تحدث بشكل فوري بسبب بطء انتشار الأضداد وبطء انطراحها فلا تظهر بشكل فوري وإنما بعد عدة أيام .

على هذا الأساس ينبغي الانتباه والحذر من حقن المصول المختلفة ضد الدفتريا أو الكزاز أو السعال الديكي أو غيرها بجرعات عالية لأن ذلك قد يكون سبباً في حدوث داء المصل وتحرر عدد من العوامل المحسسة من بطانة الأوعية الشعرية الدموية في مستوى الكلية والأغشية المصلية المفصلية محدثة بذلك تفاعلات التهابية مؤدية لحدوث التهاب الكبب الوعائي والتهاب المفاصل الرثوي ونظير الرثواني .

وهذا النوع من الأمراض ينتمي إلى فئة الأمراض الجهازية ذاتية المناعة والتي تضم أيضاً الذؤابة الحمامية الجهازية والتي يتم تشخيصها عن طريق نوع من الخلايا اسمهاخلايا هار غريفز Harg Greaves Cells ويمكن لبعض الأدوية أن تحدث داء المصل مثل البنسلين والستربتومايسين والسلفوناميدات .

حادثة آرتوس Artus Reaction :

يشاهد عند حقن المستضد داخل الأدمة عند بعض الأشخاص حدوث تفاعلات أرجية موضعية نتيجة تشكل IgE بتراكيز عالية وتحرر العامل المحسس الذي يعرف باسم أنافيلاتوكسن .

بعد تحرر المركب الأخير يزداد تكدس الصفيحات الدموية ويزداد عدد المعتدلات وتظهر وذمة واحمرار بشكل فوري عند الحقن ، ثم تتفاقم هذه الأعراض وتزداد حدة لتصل ذروتها بعد حوالي 8 ساعات وبعدها تبدأ الأعراض بالتراجع والتلاشي تدريجياً وتزول بعد 16 ساعة .

تشاهد حادثة آرتوس عند حقن الأنسولين حيث أن أشكالاً منه تحوي على مواد بروتينية كما في مركب الأنسولين بروتامين زنك .

كذلك يمكن أن تشاهد في مستوى القصبات والأسناخ نتيجة تماس الأشخاص والتعرض المستمر للعفن والتماس مع الدواجن أو التعرض لحمى الكلأ فيصابون بضيق نفس وزلة تنفسية نتيجة تضيق قصبي ناتج عن استنشاق العفن ومخلفات الدواجن وتستمر 6-8 ساعات وتعرف باسم داء المداجن أو مرض رئة المزارعين Formers Lungs Disease .

4)      النمط الرابع : التفاعلات التحسسية المتأخرة Delayted Hypersensitivity :

يظهر هذا النمط من التفاعلات بعد 12-72 ساعة بعد التعرض للمستضد وذلك من خلال توسط الخلايا اللمفاوية التائية المسؤولة عن المناعة الخلوية ويتميز هذا النمط بأنه يحرض اللمفاويات التائية على إنتاج واصطناع مركبات اللمفوكينات Lymphokins وكذلك على إنتاج الخلايا القاتلة Killer Cells والإنترفيرون Interferon عند زرع الأعضاء المزروعة تتشكل أنواع من اللمفوكينات ،كما يتحرض تشكل الخلايا القاتلة والتي تساهم في عملية رفض الأعضاء المزروعة وبالتالي فشل عملية الزرع لذلك تستخدم مواد مثبطة للمناعة .

هنالك أمثلة عديدة على هذا النمط من التفاعلات التحسسية أهمها :

لقاح السلين Tuberculin :

وهو عبارة عن مواد بروتينية مستخلصة من عصيات السل تحدث لدى حقنها بجرعة صغيرة عند الحيوان المصاب بالسل أو الذي تعرض لإصابة سلية مسبقة تفاعلاً موضعياً يتأخر ظهوره عدة أيام ( حوالي 72 ساعة ) حيث يتظاهر في الحالة الإيجابية بتشكل عقدة درنية تحت الجلد مكان الحقن ووذمة محيطة بها ويدعى هذا التفاعل عند الإنسان تفاعل ( Man II ) .

يستعمل هذا الاختبار للكشف عن الإصابة الحالية أو المسبقة بعصية السل أو عن نجاح التلقيح وفي هذه الحالات لا حاجة لإعطاء لقاح B.C.G .

كما يمثل هذا النوع من التفاعلات التحسسية رفض الأعضاء المزروعة - الإصابة بالتهاب الجلد أو أكزيما التماس في حال التماس مع مختلف المواد الكيميائية ( منظفات ، أصبغة …………).

أهم ما يميز هذا التفاعل هو تدفق الخلايا التائية إلى مكان الحقن ، وهو دفاع ذاتي وقائي حيث يمكن للخلايا التائية اللمفاوية بعد ذلك أن تولد خلايا أخرى تهاجم الفيروسات وجزيئات الحمات الراشحة ويمكن الإستفادة من هجوم الخلايا التائية هذا وما ينجم عنها من لمفوكينات في حال الإصابة بالسرطان .

تتميز هذه التفاعلات المتأخرة بظهور طورين :

الأول : وفيه تتفاعل المستضدات مع الخلايا التائية وهي خلايا نوعية وهذا يعني أن لكل أنواع من المستضدات اصطفاء نوعي للارتباط بهذه الخلايا وذلك بواسطة مستقبلات خاصة في بناء الغلاف الخلوي للمفاويات وهي التي تقوم بالتعرف على المستضد .

الثاني : وفيه يتم تكاثر الخلايا اللمفاوية واصطناع سلالات لمفاوية تعرف باللمفاويات الصانعة Lymphoblast بعضها يتطور ويشكل نوعاً من الخلايا هي الخلايا القاتلة Killer Cells المسؤولة عن رفض الاعضاء المزروعة ويمكنها مهاجمة الفيروسات كما أن بعضها ( الصانعة ) يمكن أن تحرر مركبات أخرى تعرف باسم لمفوكينات وهي مركبات بروتينية ذات وزن جزيئي عالٍ يتراوح بين 25-50 ألف دالتون .

وتبين الدراسات أن اللمفوكينات تقوم بعدة وظائف :

تقوم بإحداث زيادة وتراكم للبالعات في مستوى التفاعل الالتهابي .

مسؤولة عن الجذب الكيميائي للبالعات والمعتدلات مفصصة النواة لمكان الالتهابحيث تبين الدراسات الحديثة أنه تتحرر من اللمفاويات الصانعة Lymphoblastsمركبات مشابهة لليمفوكينات تدعى كيموكينات Chemokins وهي المسؤولة عن عملية الجذب الكيميائي Chemotaxis للخلايا البالعة .

انتاج الإنترفيرون Interferon : له دور كبير في معالجة بعض الحالات المرضية التي تحدثها الفيروسات وفي معالجة السرطانات وبعض الإنتانات مثل التهاب الكبد ويعتبر الوحيد المستخدم في معالجة التهاب الكبد الانتاني بالفيروسات .

الانترفيرون هو عبارة عن ليمفوكين تقوم بإنتاجه واصطناعه الخلايا التائية المفاوية استجابة لغزو الحمات ، حيث يعمل على تثبيط تكاثر الفيروسات وبالتالي يمكن الاستفادة منه كدواء مضاد للفيروسات .

ويمكن الاستفادة منه في معالجة الانتانات الناجمة عن التفاعلات الانتانية التي تحدثها عصيات السل داخل الخلايا وعصيات البروسيلا المحدثة للحمى المالطية والبورتيديلا المحدث للسعال الديكي والبريميات الشاحبة المسؤولة عن السفلس أو الإفرنجي .

5)      النمط الخامس : التفاعلات التحسسية المنبهة Stimulantory Reactions :

تتصف أن الأضداد تتفاعل مع المستضدات على السطح الخلوي وهذا التفاعل يؤدي إلى تنبيه النشاط الاستقلابي داخل الخلايا بدلاً من إحداث التأثيرات السمية الخلوية .

ومثال ذلك ما يحدث في حالة الانسمام الدرقي Thyrotoxicosis أو فرط نشاط الغدة الدرقية ويتصف بزيادة إفراز التيروكسين ، حيث ينتمي حالياً إلى الأمراض الذاتية المناعة ، حيث تتشكل الأضداد ذاتية المناعة ويمثلها Long Acting Thyroid Substance ( LATS ) وتتفاعل مع مستقبلات خاصة على سطح الغلاف الخلوي للخلايا الدرقية وإن تنشيط هذه المستقبلات يحدث كنتيجة لتفاعل المستضد على سطح الغلاف الخلوي للخلايا اللدرقية وبين الأضداد LATS فإن ذلك يؤدي إلى زيادة النشاط وزيادة اصطناع التيروكسين بتأثير مشابه لما يقوم به T.S.H الهرمون الحاث للدرق .