مساوئ الكومبوزيت كمادة مرممة على الأسنان الخلفية

أولاً ) الانكماش التصلبي :
على الرغم من التطورات الهامة التي طرأت على الكومبوزيت خلال السنوات الأخيرة فإن الأنظمة الحديثة مازالت تعتمد على جزيئات متنوعة من Bis-GMA التي تسب التقلص التصلبي والتي استخدمت لأكثر من 30 عاماً . يتراوح معامل التقلص التصلبي للراتنجيات الحديثة تقلص تصلبي بين 2.6-7.1 % , و بالتالي فإن معظم مشاكل ترميمات الكومبوزيت على الأسنان الخلفية تعود بشكل مباشر أو غير مباشر إلى هذا التقلص , حيث يتراجع الكومبوزيت في مناطق الارتباط الضعيف عن حواف الحفرة وعادة في المناطق التي تخلو من الميناء - أو التي تشمل على ميناء قليل - مؤدية إلى تشكل فجوة .
تؤدي قوى الشد المتولدة عند الحواف المينائية إلى تهدم الحواف عند المضغ مما قد يؤثر على الحدبات و يؤدي إلى تشوهها محدثاً بالتالي كسوراً مينائية و صدوعاً تنقص مقاومة الحدبات للانكسار .
يحدث التقلص التصلبي تبعاً للنظام المتبع لبدء التفاعل التصلبي , وهناك خلاف في الرأي حول اتجاه قوى البلمرة المتولدة , حيث ساد الاعتقاد لعدة سنوات بأن قوى البلمرة - في الكومبوزيت المتصلب ذاتياً - تتجه نحو مركز كتلة الترميم , بينما تتجه تلك القوى في الكومبوزيت المتصلب ضوئياً نحو منبع الضوء . لقد طرحت الأبحاث الحديثة هذا السؤال وأثبتت بأن التقلص التصلبي يحدث باتجاه جدران الحفرة المحضرة التي ترتبط بها المادة المرممة تبعاً للتقنية المتبعة . ولإنقاص هذه القوى فقد تم اتباع عدة وسائل منها استخدام طريقة الطبقات في تطبيق الراتنج المصلب ضوئياً و اختصاراً ( VLC ) مما ينقص من تأثير التقلص التصلبي بإنقاص كتلة الكومبوزيت المتصلب بوقت واحد . تنقص تقنية الطبقات من معدل السطوح المرتبطة إلى السطوح غير المرتبطة الأمر الذي يساعد على التخلص من القوى المتطورة عند الارتباط بين السن و الكومبوزيت . إلا أن هذه التقنية وفقاً للدراسات لم تنقص من الالتواء الحدبي أو التسرب الحفافي .
يمكن أن يولد استعمال الكومبوزيت المتصلب كيميائياً على الأسنان الخلفية - إذا اعتبرناه مقبولاً – قوى تقلص تصلبي أقل من ( VLC ) الموضوع بنفس الكتلة , إلا أن قوى التقلص هنا أبطأ من القوى المتولدة في مواد ( VLC ) بسبب معدل البلمرة البطيء .
يمكن إنقاص معدل بلمرة ( VLC ) بتغيير الشدة الضوئية و هذا ما أشير إليه بـ Tow-Step أو Soft Start .
ووفقاً للدراسات يتم إنتاج شعاع أولي يبدأ تقريباً بـ ( 150ميللي واط/ سم2 ) و يصل إلى الحد الأعلى ( 650 مللي واط/سم2 ) حيث التفاعل التصلبي بطيء مما يبقي على الحواف سليمة و يصون الخواص الفيزيائية للمادة . أما الأمل المستقبلي هو بتطوير مادة تجميلية لا تتقلص عند تصلبها .
ثانياً ) الحساسية التالية للترميم :
تعاني 29% من الأسنان – وفقاً لإحدى الدراسات السريرية - من الحساسية التالية للترميم بعد وضع الترميمات , إلا أن التقارير المسجلة عن الحساسية قد تحسنت بعض الشيء بظهور المواد الرابطة العاجية . ولكن مع ذلك ظلت الدراسات تشير إلى وجود مثل هذه الحساسية بعد تطبيق الكومبوزيت على الحفر المحافظة للأسنان الخلفية . هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الحساسية التالية للترميم و من أهمها :
1) التقلص التصلبي :
يؤدي - كما أسلفنا - إلى حدوث فجوة تسمح بنفوذ الجراثيم و منتجاتها السامة والسوائل تحت الترميم والدخول إلى الأقنية العاجية مسببة التهاباً لبياً وحساسية سنية . يسمح تشكل الفجوة بتدفق مستمر و بطيء للسائل العاجي من اللب عبر الأنابيب العاجية إلى الفجوة , كما أن البرودة أو أي منبه آخر قد يسبب تقلص السائل في الفجوة مؤدياً إلى تدفق سريع و مفاجئ للسائل القنيوي و الذي يستجيب له اللب بالألم .
2) مرونة الكومبوزيت تحت قوى المضغ :
تؤدي هذه المرونة إلى إحداث ضغط هيدروليكي في السائل القنيوي لنقله إلى الخلايا المولدة للعاج متظاهرة بحساسية سنية لذلك ننبه المريض لهذه الظاهرة . يجب مراعاة التحضير السني بشكل جيد , و إعادة تطبيق الراتنج الرابط في نهاية الترميم كما ذكرنا سابقاً .
مأخوذ من بحث للدكتور محمود نعساني